علاج تضخم البروستاتا الحميد: علم النفس

علاج البروستاتا

اعراض مرض البروستاتا وعلاجها

تربيت منذ الصغر على القاعدة التي تقول أن الطبيب فقط هو من يعالج. من الجيد أن نناقش الأمور بهذه الطريقة، خاصة عندما نتمتع بصحة مستقرة، ولا توجد لدينا ضرورة لمراجعة المستشفيات، ولكن عندما نبلغ سن النضوج ويبدأ الخلل يفعل فعله في الجسم عندئذ لا يمكننا الإستغناء عن الخدمات المستوصفية.
أعظم إختراع جاءت به الإنسانية – هو التشخيص. إذ أنه ما من شك بأن المرض الذي يتم إكتشافه في أولى مراحل تشكله تكون معالجته أسهل. فجزيل الشكر لأولئك الأشخاص الذين نذروا أنفسهم لهذا القسم من أقسام الطب، إذ أن جهودهم العظيمة في كثير من الأحيان تغيير حياة ملايين البشر.
مرحباً دكتور. لقد جئتك بنتائج التحليل، من فضلك اطلع عليهم.
م….. نعم، لديك ورم في غدة البروستات. جاءتك بشكل مبكر، لكن في أيامنا هذه لم يعد هذا المرض نادراً أيها المريض. هذه هي الوصفة، من فضلك تناول الدواء، أرجو أن تنفذ كل التعليمات بحذافيرها وبعد ثلاث – أربع أسابيع أنتظر أن تراجعني….
طاب يومك. ها أنا جئت للمراجعة في الوقت المحدد. إنني لا أشعر بأي تحسن بعد تناولي للعقاقير الصيدلانية.
أجل؟! كل شيء ممكن. دعنا نغير الوصفة….

وجد مرض، إذاً علينا أن نعرض بسرعة دواء له. خاصة أنه يمكن إيجاد دول تبيع مثل هذه الأدوية بدون عقاب. هكذا يناقشون في الشركات الدوائية الكبرى، فتظهر للوجود حبوب لن تفيد أبداً في شيئ. وبعد تجاوز جميع الإجراءات والتراخيص عبر أولئك الموظفين اللذين تعلموا جيداً كيف ينفخون خدودهم ليظهروا مدى أهميتهم ومسؤوليتهم من أجل تلقي الرشاوى، تظهر عقاقير طبية في خزانات الصيدليات، أن صاحب تلك العقاقير يتاجر بها لأن تلك هي مهنته، اما الطبيب فيعطي الوصفة حسب ما يتوفر من أنواع للأدوية في الصيدليات بالإضافة إلى … الدعايات، أما من يغلق السلسلة فهو ذلك المسكين – المريض.
في المجتمعات المتحضرة نسبياً حيث الدساتير والقوانين أكثر إنسانية، هناك أمور أكثر سخافة إذ أنه يمكن أن يبيع أحد ما العقاقير الطبية بشكل قانوني، لكنه غير مسؤول عن النتائج. يمكننا القول بإن ذلك هو غسل دماغ للمجتمع نتيجة عدم المسؤولية هذه. إذ أن المريض يذهب إلى الصيدلية لأنه لا يعرف طريقة أخرى لحل مشاكله، يشتري الأدوية ويتعالج بها بدون فائدة وهو دائماً بالنتيجة جاهز نفسياً كي ينهض بكتفيه ويقول: “لم يفيدني ذلك في شيء، إن ذلك أمر ممكن الحدوث”. أما أولئك اللذين يسمون أنفسهم “المنتجون” فهم يفركون أيديهم وهم يحسبون أرباحهم الهائلة. ويبقى ذلك الإنسان الذي تظهر لديه رغبة الإستسلام بالآثار الجانبية للمرض على إعتبار أنها من علائم الشيخوخة كما أنه يجب أن يلاقي كل مرض جديد على أنه قدر.
الحديث مع الأطباء انقطع مؤقتاً…
هنا يظهر في الأفق المحتالون المبرقشون بمختلف الألوان والأنواع، إنهم ليسوا من البشر وعلى جوههم مكتوب بأنهم في الماضي كانوا يمتهنون بنجاح لعبة الكشتبان أو القمار، وعلى الأغلب بأن أحداً منهم لم يرفع في حياته حملاً أثقل من حزمة النقود. إن عدم العقاب هو من أوصلنا إلى هذه الفكرة العالية الربح – أن يصبح الإنسان طبيباً إحتياطياً. نفسياً طريقة عملهم بسيطة: بإستخدام التلفزة ووسائل الإتصال والإنترنيت والإعلام المطبوع والراديو وحتى بشكل أبسط الحديث العادي وإخافة الإنسان إلى أكبر حد بأن هذا المرض صعب وخطير وأن المريض تنتظره نتائج وخيمة ولكن يوجد مخرج. عقاقيرهم لا يمكن أن تسميها دواء لإنه من المفروض أولاً أن تنفق أموالاً طائلة على التسجيل و بعد ذلك سيتم التغلب مباشرة على ورم غدة البروستات. يقولون: لقد تم إختراع وسيلة من قبل بعض العلماء، على الرغم من أن هؤلاء العلماء غير معروفين ومن بلد لا يوجد فيه علم، بل إن العلوم قد ماتت فيه منذ زمن بعيد ولن تحيا. بالهاتف يشخصون لكم هؤلاء المشعوذين مرضكم وسيقولون لكم بكل تأكيد بأن عليكم ألا تضيعوا دقيقة واحدة، يجب بسرعة … كلا، لا أن تتعالجوا، بل يجب أن تدفعوا وبالسرعة القصوى. إن هذا يجعلنا نصحى بعض الشيئ …

القادم أعظم: البحث و زيارة العرافين والأطباء الشعبيين الذين يعيشون كالعادة في الأماكن البعيدة وشراء الأجهزة الفريدة التي تنتشر دعاياتها في كل مكان والتي قامت بتصنيعها شركات جدية كما يبدو لنا من الوهلة الأولى والتي تعمل على مبدأ الوقاية وعلاج أورام البروستات…

كما يقال غياب النتيجة – يعتبر أيضاً نتيجة.
البحث عن الأطباء من جديد: يجب إستشارة أكثرهم خبرة، يجب إيجاد أفضل طبيب في المدينة لعله يستطيع المساعدة …. تكرار المحاولات: الطب التقليدي، يعالج الشخص نفسه بنفسه (أحد ما قال بإن ذلك ساعد أحد المرضى)، يوجد دواء قوي جداً يتسطيع التخفيف من حدة المرض، لكن أسماء كل هذه المواد تدعو للإشمئزاز، ففي أي مرحلة من مراحل المرض يمكن إستخدامهم، ما هي العوارض الجانية التي يمكن أن تؤثر على الجسم بعد تناولهم؟ تبقى قيد الإستفهام. إن جميع هذه المحاولات تنتهي بالفشل. لقد يأست من هذا الألم الحاد ومن العواقب التي قد يحدثها. تتحول دورات المياه إلى أكثر الأماكن مقتاً، فدخولها يزعج الإنسان لفترة طويلة. ما العمل؟ إنتظار موعد العمل الجراحي بكل هدوء. بعد العملية يمكن أن يحدث عقم، وماذا يعني ذلك! أنا لم أعد صغيراً. يوجد إحتمال كبير بالإصابة بالعجز الجنسي. مازال هذا الأمر مبكراً. لكن الجراحون لا يتكلمو عن الأهم: إذ أن العمل الجراحي يمكن أن يوقف نمو الورم الحميد في غدة البروستات كما و يوجد أيضاً إحتمال أخطر وهو الموت. هذا مخيف …. يوجد في الحقيقة طريقة أخرى وهي الإنتقال للعيش بشكل صحي، ولكني لا أعرف الشيئ الكافي عن تلك الطريقة.


قف! أنا أستطيع أن أقول الحقيقة لنفسي، إن هذا ما هو الإ صوت كسلي! فهو الذي يدفعني إلى المشافي وإلى شاشة التلفزيون بهدف إيجاد الحلول التي تجعلنا نصرف القليل من الجهد. إشرب حبة وستصبح معافى. هذا لا ينفع مع ورم البروستات، لقد تأكدت من ذلك مرات ومرات. إن الكسل يدفعنا بكل سلاسة إلى النهاية التي لاعودة منها حتى أنه يستطيع تحطيمنا. لا يمكن لأي جسم الإنتصار على هذا المرض. يمكن فقط التخفيف من حدته أو زيادتها. كلا سوف أبحث، إذ يوجد عندي خبرة في هذه الحياة، سوف أجرب بعض الأشياء بحذر وبالتأكيد سأتعلم كيف أسمع صوت جسمي وسوف أحلل ما جرى لي خلال اليوم الذي حييته، الأسبوع، الشهر. هذا غير ممكن.
في البداية يجب الإنتصار على الغضب، وكف عن الغضب على الأطباء وعلى العالم أجمع.فبالضرورة يجب الهدوء، إذ أن الأمراض تعيش فقط في حالات الإنزعاج النفسي. و بالنهاية فأنا وحدي المسؤول كوني مريض بورم غدة البروستات.
في بداية الصراع مع المرض يوضع في إحدى كفوف الميزان الكسل وعدم المعرفة وعلى الكفة الأخرى – يوضع فقط الخوف من العواقب المستقبلية. فتظهر لنا أن كل الأثقال المعدلة ليست في مصلحتنا.
بالنتيجة ستهاجم عشرات الأسئلة المخ: كيف؟ ولماذا؟
كيف يمكن الإنتصار على المرض؟ لماذا لم تفيدني الأدوية؟ لماذا تسوء حالتي بعد قضاء يوم بدون حركة؟ من الضروري التفكير بتمارين خاصة بمنطقة الحوض. ما هي؟ لما ذا نشعر بالتحسن بعد بعض الحركات الفيزيائية الخفيفة المقترنة بالإسترخاء وكيف يمكننا فعل ذلك بطريقة أخرى؟ كيف نغير نهج حياتنا؟
أول أسبوعين من التمارين ستجعلنا نشعر باحتداد الألم. على ما يبدو أنني لا أطبق المطلوب كما يجب. لا يكفي العمل فيزيائياً وحسب بل يجب علينا أن نفكر أيضاً.
في الشهر الثاني سينضم إلينا التفاؤل وحجم بسيط من المعرفة: لن يسوء الأمر أكثر. البارحة كنت أشعر ببعض التحسن، اليوم – خيبة أمل. ومن جديد يجب محاربة حالات الإكتئاب.
في الشهر الثالث البحث: آه كم أنا لا أريد أن أغير نظامي الغذائي! افعلوا أي شيئ، لكن لا تمسوا نظام الغذاء الذي اعتدت عليه منذ زمن طويل. نعم، حاولت طويلاً أن أتجنب ذلك ولكن على ما يبدو فإنني إذا لم أتخل عن السراب الذي الذي نتخيله عن المنتجات الغذائية فإن الحياة ستتحول إلى عذاب. لقد نقش في ذاكرتنا بدقة الشعور بالألم الذي يرافق ورم البروستات ولا يوجد لدينا طريقة للإختيار، سيمر وقت بسيط وسيبدو لنا أن أي تغيير يمكن أن يتم سيكون بدون ألم. ببعض الأحيان ستظهر لدينا بعد العشاء رغبة جامحة بالسقوط على الأريكة مع جريدة لقراءتها أو لمشاهدة التلفاز، سيظهر لدينا مثل هذا الإغراء، إن ذلك مرة أخرى هو صوت الكسل. يجب بذل الجهود، لقد بدأت تظهر علائم جيدة، بدأت تنمحي علائم الإنزعاج. إذاً الحياة ليست رمادية كما كان يبدو لنا في السنوات الآخيرة السابقة ويمكن أن نبعد عنا أفق الشيخوخة ولهذا يجب أن تتوفر الرغبة فقط.
الشهر الرابع – الصراع من أجل الصحة: في أحد المرات وأثناء حديثي مع طبيب البولية قال لي: في هذا السن مثل سنك يعتبر الدخول مرة واحدة خلال الليل إلى دورات المياه أمر طبيعي.
أنا من وصل إلى هذه النتيجة، و الآن أنا أسخر من المرض كما أريد، لقد أصبح ضعيف وفقد قدرته أمامي ولم أعد بحاجة إلى ميازين للمقارنة، لقد قطعت رأسه وسأقطعه إلى أوصال بدون ارتعاش، إن معرفتي وتجاربي وجسمي المدرب يحطمونه، ولا يمكن لشيئ الآن أن يوقفني.
أغلى شيئ اشتريته لتحسين كفائة علاجي هي آلة طهي على البخار، وقد أعجبت عائلتي وعلى العموم يمكن تجنب شراء مثل هذه السلعة.
ربما كنت ساذجاً، ففي موطني وخلال العشرون سنة الماضية نادراً جداً ما وصل إلى مسامعي حديث مثير لشخصية حكومية مهمة أو حتى لشخصية ذات قيمة يتطرق إلى طرق و أساليب الحياة الصحية، إذ أن صحة الشعوب تعني أولاً ذكاءها، إن هذه الحقيقة تثير عند الكثيرين من المتمسكين بالسلطة الإضطراب.
الشهر الخامس: يخضع جسمي بدون شك و بشكل رئيسي إلى عقلي، إذ لا يوجد عندي أي علامة من علائم الإصابة بمرض ورم غدة البروستات، أنا لا أستيقظ ليلاً لزيارة دورات المياه، حيث كانت آخر مرة أتذكرها منذ ما يقارب الأربع سنوات مضت. إذا كان الطب الحديث يسمي مثل هذه الظاهرة معجزة – فليكن ذلك. لكن هذه المعجزة لم تأتيني بدون أسلوب الحياة الصحيح، هكذا كانت خصائص مرضي بورم البروستات، إنني أريد اليوم أن أغني بشكل جميل وبصوت مرتفع، إنها السعادة في أن لا أشعر بمثانتي وعذراً على هذا القول الفظ، لقد أوجدت بنفسي و لنفسي المعجزة ويحق لي بكل جهر أن أفتخر بذلك.
مرت تقريباً نصف سنة: بأي سعادة يمكن الشعور عندما تكون الصحة تامة، أما القواعد التي أعيش عليها اليوم فهي لا تعيقني أبدأً.

أضحى المساء: المطر يهطل خلف النافذة، بينما يعمل التلفاز بصوت منخفض والإعلانات الكاذبة خلال الفواصل الدعائية تسيل تماماً مثل ذلك المطر، يحل محل تلك الفواصل الإعلامية البرنامج التلفزيوني توك – شو والذي على مدى عدة سنين يحاول فيه نفس الناس أن يفسروا كيف من المستحسن لنا أن نبدأ الحياة من جديد ولكن بشرط ألا نفعل شيئ و أين يجب البحث عن العدالة التي فقدت. يلعب المشاركون في البرنامج أدوار المدافعين عن القانون والنظام بشكل رائع، ولكن يجب أن لا ننس بأن ذلك مجرد عرض بنهايته سيقوم الممثلون بخلع أقنعتهم. نحن نعيش في وقت لو أصبحت فيه فجأة أخرس و أطرش لما تأسفت في مثل هذا العمر، كل شيئ أصبح محكي ومسموع في مكان ما و من قبل شخص ما، وقليلاً ما أصبحت تسمع بشيئ جيد، فكل شيئ حولنا أصبح سلبياً و ذو مشاكل.
عمومناً منذ زمن لم أكترث بمثل هذه الفلسفة. أين سترتي المحببة و المريحة؟ سأخرج للتنزه، فأنا الآن أحب أي طقس و أي مناخ…

مع طريقة علاج تضخم البروستات الحميد (BPH) يمكنك أن تجد في قسم: https://adenomaprostate.com/ar/articles/7.